شهرين وأنا مشغول، فرأيتُ أبي في النّوم، فقال لي: أجبْ أمير المؤمنين عليّا. فقلت: نعم.
فتقدّمني إلى ناحية المحراب مِن جامع عَمْرو، فإذا بعليّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- جالس عند القِبْلة وتحته وطاء يشبه وطاء الصُوفية، ونَعْلاه قد خرج بعضهما مِن تحت الوطاء، وله بطْن ولحية عظيمة عريضة قد ملأت صدْره، وتظهر لمن كَانَ مِن ورائه مِن فوق كِتَفيه، ولونُه فيه أَدَمة، فقلت: السّلام عليكم يا أمير المؤمنين. فرد عليّ السّلام ونظر إليّ وقال: اجلس.
فجلستُ وبقي أَبِي قائمًا. ثمّ مدَّ يده إلى الحصير الَّذِي في جوار القِبلة، فأخرج ذَلِكَ الخيط بعَيْنه الَّذِي فيه الرّقاع فقال: ما هذه؟ قلتُ: فضائلك يا أمير المؤمنين. فقال: ولِمَ أَفْرَدْتَني؟ كنت إذا أردت تبتدئ بفضائل أبي بَكْر، وعمر، وعثمان، والفضائلي. فقلت: السّمع لك والطّاعة يا أمير المؤمنين.
وأنا بين يديه ما برِحْت، ثمّ استيقظت ومضيتُ إلى المكان الَّذِي فيه تِلْكَ الرّقاع، فما وجدتها إلى الآن. وبقيت مِن سألني عَنْ فضائله. قلت لَهُ: مَعَ فضائل أصحابه -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.
تُوُفّي في ذي القِعْدة بمصر.
275- يحيى بْن محمد بْن إدريس. أبو نصر الهَرَويّ الكِناني الحنفيّ قاضي هَرَاة. كَانَ أوحد عصره في العِلم والفضل والزُهد. انتقى عَليْهِ أبو الفضل الجاروديّ. وقد سَمِعَ: أبا عليّ الرّفّاء، وأبا تُراب محمد بْن إِسْحَاق.
روى عَنْهُ: حفيده صاعد بْن سيّار القاضي. وتوفي في ربيع الأول.
"وفيات سنة سبع عشرة وأربعمائة"
"حرف الألف":
276- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن كثير1. أبو عَبْد الله البغدادي البيّع. سَمِعَ: عليّ بْن محمد بْن الزُّبَيْر الكوفي، وأحمد بن سلمان النجاد. قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.