يرى شيئًا، وهو مَعَ ذلك من أصحّ النّاس كُتُبًا، وأجودهم تقْييدًا. يضبط كُتُبه ثقاتُ أصحابه. والّذي ضبط لَهُ "صحيح الْبُخَارِيّ" بمكّة رفيقه أبو محمد الأصيلي.

ذكره حاتم الأطرابلس فقال: كَانَ زاهدًا ورِعًا يقظًا، لم أَرَ بالقَيْروان إلا معترِفًا بفضله.

تفقّه عَليْهِ: أبو عِمران القابِسيّ، وأبو القاسم اللّبيديّ، وعَتيق السُّوسيّ، وغيرهم.

وألّف تواليف بديعة ككتاب "الممهّد في الفقه"، و"أحكام الديانات" و"المنقذ من شُبه التأويل"، وكتاب "المنبّه للفِطَن من غوائل الفِتَن"، وكتاب "مُلخَّص الموطّأ"، وكتاب "المناسك"، وكتاب " الاعتقادات"، وسوى ذَلِكَ من التّصانيف.

وكان مولده سنة أربعٍ وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القَيْروان. وبات عند قبره خلْق من النّاس، وضُربت الأخبية لهم. ورثاه الشعراء. وقيل لَهُ القابسيّ لأنّ عمه كَانَ يشدّ عمامته شدّة قابسيّة.

وممّن روى عَنْهُ: أبو محمد عَبْد الله بْن الوليد بْن سعد الأنصاريّ الفقيه مِن شيوخ أَبِي عَبْد الله الرّازيّ.

قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: أبو الحَسَن بْن القابسيّ أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أَبِي الفتح بْن بدهن.

وعليه كَانَ اعتماد إقراء القرآن بالقيروان دهرًا. ثم قطَعَ الإقراء لما بلغه أنّ بعض أصحابه أقرأَ الوالي. ثمّ أعمل نفسَه في درس الفقه ورواية الحديث، إلى أن رأس فيهما وبرع، وصار إمام عصره، وفاضِل دهره. كتبنا عَنْهُ شيئًا كثيرًا. وبقي في الرحلة من سنة اثنتين وخمسين إلى سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة، رحمة الله.

111- عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ: أبو القاسم النوشجاني. مات في رمضان.

"حرف الفاء":

112- فتح بْن إبراهيم1: أبو النصر الأموي القشاري الطليطلي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015