جِمالًا ميْتةً ثَمَّ، فقال الغلام: اشفَعْ لي فإنّه لا يردّك، قلت: لا آكل حتى تحلّه، فقال: إنّه قد أفقرني. قلت: ما فعل؟ قال: له صوت طيّب فَحَدَا لهذه الجمال وهي مُثْقَلَةٌ، حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم، فلمَّا حُطَّ عنها ماتتِ كلّها، ولكن قد وهبته لك، فلمَّا أصبحنا أحببت أن أسمع صوته فسألته، وكان هناك جمل يُسْتَقَى عليه، فحدا، فهام الجمل على وجهه وقطع حباله، ولم أظنّ أني سمعت صوتًا أطيب منه، ووقعت لوجهي.
قال الميداني: توفِّي الدُّقّي في سابع جُمادي الأولى سنة ستّين.
347- محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد1 بن ذِكْوان، أبو طاهر البعلبكي المؤدِّب نزيل صيدا.
قرأ القرآن على: هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وسمع أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، وزكريّا خيّاط السنة، وأحمد بن إبراهيم البسري، والحسين بن محمد بن جمعة، وغيرهم.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن بن السّقّا، وجعفر بن أحمد بن الفضل.
وروى عنه: أبو الحسين بن جُمَيْع، وابنه السّكَن، وابن مَنْدَه، وعليّ بن جَهْضَم، وصالح بن أحمد الميانجي، وآخرون.
وُلد سنة أربعٍ وستّين ومائتين، وتوفِّي سنة ستين وثلاثمائة.
قال ابن عساكر: وقيل: مات سنة أربعٍ وخمسين وثلاثمائة.
قال أبو طاهر: قرأت على الأخفش بعد الثمانين ومائتين، وكان أبو طاهر يعلّم بجامع صيدا، فعل ذلك قبل موته بعامين لأنه احتاج.
348- محمد بن صالح2 بن علي، أبو الحارث الهاشمي البغدادي المالكي، قاضي نَسَا، وأخو قاضي بغداد أبي الحسن محمد بن صالح بن أمّ شَيْبان.
سمع: عبد الله بن زيدان البجلي، وأبا محمد بن صاعد، وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم.