السنة، وله تسعون سنة. وقد ذكرناه في الحوادث. ووقع لي من حديثه بعلُوُ في أمالي ابنه عيسى. وله كتاب "جامع الدُّعاء"، وكتاب "معاني القرآن وتفسيره"، وأعانه عليه أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسين الواسطي، وكتاب ترسّلاته. وزَر أولًا سنة إحدى وثلاثمائة، وعُزل بعد أربع سنين. ثمّ وزر في سنة خمس عشرة.
قال الصوليّ: لا أعلم أنَّه وزر لبني العباس وزير يُشبهه في عفّته وزُهده، وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه. وكان يصوم نهاره ويقوم ليله. ولا أعلم أنّني خاطبتُ أحدًا أعرف منه بالشِّعر. وكان يجلس للمظالم وينصف الناس. ولم يروا أعفّ بطْنًا ولسانًا وفَرجًا منه. ولمّا عٌزل ثانيًا لم يقنع ابن الفرات حتى أخرجه عن بغداد، فجاوره بمكّة. وقال في نكبته:
ومَن يكُ عنّي سائلًا لشماتةٍ ... لِما نابني أو شامتًا غير سائلِ
فقد أبرزتْ مني الخطوبُ ابن حرةٍ ... صبورًا على أحوال تلك الزلازلِ
إذا سُرَّ لم يبطر وليس لنكبةٍ ... إذا نزلت بالخاشع المتضائلِ
وأشار علي المقتدر فوقف ما مُغله في العام تسعون ألف دينار على الحَرَميْن والثَّغر. وأفرد لهذه الوقوف ديوانًا سمّاه "ديوان البر".
145- عمر بن الحسين به عبد الله1: أبو القاسم البغداديّ الخَرِقيّ الحنبليّ، صاحب "المختصر في الفقه". روى عنه: عبد الله بن عثمان الصّفّار حكايَة، وكان من كبار الأئمة.
قال أبو يعَلى بن الفرّاء: كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة لم تظهر لأنّه خرج عن بغداد لمّا ظهر بها سبّ الصّحابة، وأودع كَتَبُه في دار، فاحترقت تلك الدار. قلت: قدم دمشق وبها مات. وقبره بباب الصغير.
قال أبو بكر الخطيب: زُرتُ قبرهَ. قلت: وكان أبوه من أئّمة الحنابلة رحمه الله تعالي.
146- عمرو بن عبد الله بن دِرهم2: أبو عثمان النيَّسْابوري الزاهد المطوعي،