ابن القاسم، والْحُسَيْن بْن الفضل البَجَليّ، وأبو بَكْر بْن يعقوب بْن إِبْرَاهِيم التَّيْميّ. وهو قليل الحديث. قَالَ الخطيب: قَدِمَ بغداد زمن المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريشي مناظرة فِي القرآن. وكان من أهل العلم والفضل. وله مصنفات عدّة. وكان مِمّن تفقّه بالشافعيّ، واشتهرَ بصُحبته. قَالَ داود بْن عليّ الطّاهريّ: كَانَ عَبْد العزيز بْن يَحْيَى الْمَكِّيّ أحد أتباع الشافعيّ والمقتبسين عَنْهُ. وقد طالت صحبته لَهُ. وخرج معه إلى اليمن. ونقل الخطيب فِي تاريخه عَنْ عَبْد العزيز قَالَ: دخلتُ عَلَى أَحْمَد بْن أَبِي دُؤاد وهو مفلوج1، فقلتُ: إنِّي لَم آتك عائدًا، ولكن جئتُ لأحمد اللَّه على أنْ سَجَنَكَ في جلْدك. وعن أَبِي العَيْنَاء قال: لَمَّا دخلَ عَبْد العزيز عَلَى المأمون، وكانت خلْقته بشعة جدًّا، ضحك أَبُو إِسْحَاق المعتصم، فقال: يا أمير المؤمنين لِم ضَحك هذا؟ إن اللَّه لم يصطف يوسف لجماله، وإنّما اصطفاهُ لدينه وبيانه. فضحك المأمون وأعجبه.

262- عبد الملك حبيب بْن سُلَيْمَان بْن هارون بْن جاهمة بن العباس مرداس السُّلَميّ2.

الفقيه أَبُو مروان العباسيّ الأندلسيّ القُرطبيّ المالكيّ. أحد الأعلام.

وُلِدَ سنة نَيِّفٍ وسبعين ومائة فِي حياة مالك. وروى قليلًا عَنْ: صَعْصَعة بْن سلّام، والغاز بْن عيسى، وزياد شَبْطُون. ورحل وحجّ فِي حدود العشرين مائتين، فسمعَ من عَبْد الملك بْن الماجِشُون، ومُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، وأسد السنة بْن مُوسَى، وأصبغ بن الفرج، وإبراهيم بن المنذر الخزامي، وغيرهم.

ورجع إلى الأندلس بعلم جَمّ وفِقْهٍ كثير. وكان موصوفًا بالحذْق فِي مَذْهَب مالك. وله مصنَّفَات كثيرة منها: كتاب "الواضحة"، وكتاب "الجامع"، وكتاب "فضائل الصَّحابة"، وكتاب "تفسير الموطأ"، وكتاب "حروب الْإسْلَام"، وكتاب "سيرة الْإِمَام فِي الملحدين"، وكتاب "طبقات الفقهاء"، وكتاب "مصابيح الهُدى". قَالَ ابن بَشْكَوال: قِيلَ لِسَحنون: مات ابن حبيب. فقال: مات علم الأندلس، بل والله عالِم الدُّنْيَا. وقال بعضهم: هاجت رياح وأنا فِي البحر، فرأيتُ عَبْد الملك بْن حبيب رافعًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015