بن معين، وأبي بكر بن شَيْبَة. فكان أحمد أفقههم به، وكان عليّ أعلمهم به، وكان ابن مَعِين أجمعهم له، وكان أبو بكر أحفظهم له.
قال زكريّا الساجي: وهم أبو عبيد، أحفظهم له سُليمان الشّاذَكُونِيّ. رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ -يَعْنِي الْمُحَدِّثَ- كَانَ أَسْوَدَ، فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاذَكُونِيِّ كَلامٌ. فَقَالَ لَهُ الشاذكوني: والله لأقتلنك. قال يَحْيَى: سُبْحَانَ اللَّهِ، تَقْتُلُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أمة لأمرت بقتلها، فاقتلوا كُلَّ أَسْوَدٍ بَهِيمٍ" 1 وَهَذَا أَسْوَدُ. وقال ابن عديّ: سألتُ عَبْدَان عنه، فقال: مَعَاذ اللَّه أَن يُتَّهم، إنّما كان قد ذهبت كُتُبُه، فكان يُحدِّثُ حِفْظًا.
وقيل إنه لَمَّا احتضر قال: اللَّهُمَّ إنِّي أعتذرُ إليكَ، غير أنِّي ما قذفتُ مُحْصَنَةً، ولا دَلَّسْتُ حديثًا.
وقال الساجي: ثنا أحد بْن محمد: نا ابن عَرْعَرَةَ قال: كنتُ عند يَحْيَى بْن سعيد، وعنده بلبل، وابن أبي خُدَّوَيْه، وابن الْمَدِينِي، فقال عليّ لِيَحْيَى: ما تقولُ في طارق، وإبراهيم بْن مُهاجر؟ قال: يجريان مَجْرَى واحدًا. فقالَ الشَّاذَكُونيّ: يسألُكَ عمّا لا تدري، وتكلّف لنا ما لا تحسن، إنما تكتب عليك ذنوب حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة حديث، عندك عنه مائة، وحديث طارق مائة، عندك عشرة. فأقبل بعضنا على بعض وقلنا: هذا ذلّ. فقال يَحْيَى: دعوه، فإنْ كَلَّمْتُموه لَم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا. وقال إبراهيم بْن أوْرمة: كان أبو داود الطَّيالِسيّ بإصبهَان، فلَمَّا أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له: إنّ الرجل إذا رجعَ إلى أهله فرح، فقال: إنّكم لا تعلمون إلى مَنْ أرْجع. أَرْجِعُ إلى شياطين الإنس: عليّ بْن الْمَدِيني، وسُليْمَان الشّاذَكُونيّ، وابن بحر السّقّاء -يعني الفلاس- وسئل ابن صالِح بْن محمد الحافظ عن الشاذكوني فقال: ما رأيتُ أحفظ منه.
فقلتُ: بأي شيء كان يهتم؟ قال: كان يُكذب في الحديث. وَسُئِلَ أحمد بْن حنبل عنه، فقال: جالس حمّاد بْن زيد وبشر بن المفضل، ويزيد ين زُرَيْع، فما نفعه اللَّه بواحدٍ منهم. وقال ابن مَعِين: جرّبت على سليمان الشاذكونيّ الكذِب. وقال