يكون كلام الرب عَزَّ وَجَلَّ مخلوقًا؟ وقال السّرّاج: سمعتُ إسحاق الحنظلي يقول: دخلتُ على طاهر بْن عبد اللَّه وعنده منصور بْن طلحة، فقال لي منصور: يا أبا يعقوب، تقول إن الله ينزل كل ليلة؟ قلت: تؤمن به، إذا كنت لا تُؤمنُ أنّ لكَ في السّماء رَبًّا لا تحتاجُ أن تسألني عن هذا. فقال له طاهر: أَلَمْ أَنْهَكَ عن هذا الشيخ؟ وقال أبو داود: سمعتُ ابن راهَويه يقول: من قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق فهو جَهْمِيّ. وعن إسحاق بْن رَاهَوَيْه قال: إذا قال لك الْجَهْميّ كيف يَنْزِلُ ربنا إلى السماء الدنيا؟ فقل: كيف صعد؟ وقال الدُّولابِيّ: قال محمد بْن إسحاق بْن راهَوَيْه: وُلِدَ أبي سنة ثلاثٍ وستّين ومائة، وتُوُفِيّ ليلة النّصف من شَعْبَان سنة ثَمانٍ وثلاثين ومائتين. قال: وفيه يقول الشاعر:
يا هَدَّةً ما هُدِدْنَا ليلة الأحد ... بنصف شعبان لا تنسى بد الدَّهْرِ
قال الخطيب: فهذا يدلُّ على أنّ مولده كان في سنة إحدى وستّين. وقال أبو عَمْرو المُسْتَملي النَّيْسَابُوريّ: تُوُفِيّ ليلة نصف شَعْبَان، وله سَبْعٌ وسبعونَ سنة. أخبرني عليّ بْن سَلَمَةَ الكرابيسيّ، وهو من الصالِحين قال: رأيتُ ليلة مات إسحاق الحنظليُّ ارتفع من الأرض السّماء من سكّة إسحاق، ثُمَّ نزلَ فسقط في الموضع الذي دُفِنَ فيه إسحاق ولَم أشعر بِموته، فلمّا غدوتُ إذا بحفّار يحفر قبر إسحاق في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه. وقال الحاكم: إسحاق بْن راهَويَه، وابن المبارك، ومحمد بْن يحيى، هؤلاء دفنوا كُتُبَهم.
52- إسحاق بْن إبراهيم بْن العلاء الضّحّاك بْن المهاجر1 أبو يعقوب الزُّبَيْديّ الحمصيّ، ابن زِبْرِيق.
عن: بقيّة، وزيد بْن يحيى بْن عُبَيْد، وأَبِي مُسْهِر، وأبي المغيرة عبد القدوس، وغيرهم. وعنه: إبراهيم الجوزجاني، وعثمان الدارمي، ويحيى بْن عثمان المصريّ، ويعقوب الفَسَويّ، وآخر من حدَّث عنه يحيى بْن محمد بْن عَمْروس المصريّ.
قال أبو حاتم: لا بأس به، سمعت ابن مَعِين أثنى عليه خيرًا. وقال النسائى في الكنى: روى عمرو بن الحارث الحمصي، ليس بثقة.