فقال: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف خطأ ليس بكثير، ولعلّ إسحاق عنده رواية، وعندنا رواية، فلم يعلم. والروايتان صواب، ولعلّه أخطأ في حروف، وأخطأنا في حروف، فيبقى الخطأ شيء يسير.

قال: وكتاب "غريب الحديث" فيه أقلّ من مائتي حرف: سَمِعْتُ، والباقي: قال الأصْمَعيّ، وقال أبو عَمْرو. وفيه خمسة وأربعون حديثًا لا أصل لها، أتي فيها أبو عُبَيْد من أبي عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنَّى.

وقال عبد الله بن جعفر بن درسْتَويْه الفارسيّ، من علماء بغداد النَّحْويّين على مذهب الكوفيين: ورُواة الُّلغة، والغريب، والعُلماء بالقراءات، ومَن جمع صُنُوفًا من العِلْم، وصنَّف الكُتُب في كلّ فنٍ من العلوم والآداب، فأكثر، وشُهِر: أبو عبيد القاسم بن سلاّم.

وكان مؤدِّبًا لآل هرثمة، وصار في ناحية عبد الله بن طاهر. وكان ذا فضلٍ ودِين وسترٍ، ومذهب حَسَن.

روى عن: أبي زيد، وأبي عُبَيْدة، والأصْمَعيّ، واليَزِيديّ، وابن الأعرابيّ، وأبي زياد الكِلابيّ.

وعن: الأُمَويّ، وأبي عَمْرو الشَّيْبانيّ، والكِسائيّ، والأحمر، والفرّاء. وروى النّاس من كُتُبه المصنَّفة بضعةً وعشرين كتابًا في القرآن، والفقه، وغريب الحديث، والغريب المصنَّف، والأمثال، ومعاني الشِّعْر، وغير ذلك، وله كُتُبٌ لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريّين، تُباع كثيرة، في أصناف الفقه كلّه.

قال: وبلغنا أنّه كان إذا صنف كتابًا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالًا خطيرًا استحسانًا لذلك، وكُتُبه مُسْتَحْسَنَة مطلوبة في كلّ بلد. والرّواة عنه مشهورون ثقات ذَوُو ذِكْرٍ ونُبْل.

وقال: قد سُبق إليّ جَمْع كُتُبه، فمن ذلك: "المصنَّف الغريب" وهو أَجَلّ كتبه في الّلغة، فإنّه احتذى فيه كتاب النَّضْر بن شُمَيْلٍ الذي يسمّيه كتاب "الصِّفات". بدأ فيه بخلْق الإنسان، ثمّ بخلق الفَرَس، ثمّ بالإِبل، فذكر صنْفًا بعد صنْف. وهو أكبر من كتاب أبي عُبَيْد وأجْوَد.

ومنها: كتاب "الأمثال"، وقد صنَّف فيها قبله الأصْمَعيّ، وأبو زيد، وأبو عُبَيْدة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015