أدعو به الله وأُثْنى على ... فضل الأمير المُصْعَبي الهجّان

فقرِّباني بأبي أنتما ... منْ وطني قبل اصفرار البنان

وقبل منعاي إلى نسوةٍ ... أوطانُها حَرّان الرّقمتان

وقال أحمد بن يزيد السُّلَميّ: كنت مع ابن طاهر، فوقّع على رقاع مرّةً، فبلغت صلاته ألفي ألف وسبعمائة ألف، فدعوتُ له وحسَّنْت فعاله.

وَرُوِيَ نحوها بإسناد آخر.

وقال ابن خلّكان: كان ابن طاهر شهْمًا نبيلًا، عالي الهِمّة. ولي الدِّينَوَر، فلمّا خرج بابَك على خُراسان بعث لها المأمونُ عبدَ الله، فسار إليها في سنة ثلاثٍ عشرة، وحارب الخوارج، وقدِم نَيْسَابُور سنة خمس عشرة، فأُمْطِروا.

فقال شاعر:

قد قُحِطَ النّاسُ في زمانهمُ ... حَتّى إذا جئتَ جئتَ بالمطرِ

غَيْثان في ساعةٍ لنا أتيا ... فمرحبًا بالأمير والدُّرَر

وقد رحل إليه أبو تمام، وعمل فيه قصائد، وصنّف "الحماسة" في هذه السَّفرة بهمَذان، لأنه انحبس بهمذان للثلوج، وأقام في دار رئيس، له كُتُب عظيمة، فرأى فيها ما لا يوصف من دواوين العرب، فاختار منها أبو تمّام كتاب "الحماسة".

ومن كلام ابن طاهر: سِمَنُ الكِيس، ونُبْلُ الذَّكْر، لا يجتمعان.

ويقال إن البِطّيخ العَبْدَلاويّ بمصر منسوب إلى عبد الله بن طاهر.

وممّا ينسب إلى عبد الله من الشّعر قوله:

نبّهتُه وظلامُ الّليل منسدلٌ ... بين الرياض دفينًا في الرياحين

فقلت: خُذْ. قال: كَفّى لا تُطَاوِعُني ... فقلتُ: قُمْ. قال: رِجْلي لا تُؤاتيني

إنّي غفلتُ عن السّاقي، فصيَّرني ... كما تراني سليبَ العقل والدِّين

وله:

نحنُ قوم تليننا الحدق النجـ ... ـل على أنّنا نُلِينُ الحديدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015