على أن لا يغيّر اسمه. فسأل عن اسمه فقيل: اسمٌ مُشْتَقٌّ من السّعادة. فقال: هو إذًا أسعد. وكان والده يُسَمّى فيروز.

وقال إبراهيم نِفْطَوَيْه: لمّا غلب عبد الله بن طاهر الشّام، وَهْب له المأمون ما وصل إليه من الأموال هناك، ففرّقها على القوّاد. ولما دخل مصر وقف على بابها وقال: أخزى الله فرعون، ما كان أخسّه، وأدنى هِمَّته. مَلَكَ هذه القرية وقال: أنا ربّكم الأعلى. واللهِ ما دخلتَها.

وكان ابن طاهر جوادًا ممدحًا. وفَدَ عليه دِعْبِل، فلمّا أكثر عطاياه توارى عنه، وكتب إليه:

هجرتك، لم أَهْجُرْك من كُفْرِ نعمةٍ ... وهل يُرْتَجَى نَيْلُ الزّيادة بالكُفْر

ولكننّي لمّا أتيتك زائرًا ... فأفرطت في بري عجزتُ عن الشُّكْر

فمِلان لا آتيك إلّا معذّرًا ... أزورك في الشهرين يومًا وفي الشهر

فإنْ زدت في بِرّي تزّيدتُ جَفْوَةً ... ولم نلتقِ حَتّى القيامة والحشرِ

فوصل إليه منه ثلاثمائة ألف درهم.

وعن العبّاس بن مُجَاشع قال: لمّا قدم ابن طاهر اعتراضه دِعْبِل وقال:

جئتُكَ مستشفعًا بلا سببٍ ... إليك إلّا بحُرمةِ الأدب

فاقضِ ذمامي، فإنّني رجلٌ ... غيرُ ملحٍّ عليك في الطَّلب

فبعث إليه بعشرة آلاف درهم، وبهاذين البَيْتَيْنِ:

اعَجَلْتَنَا فأتاك عاجلُ بِرّنا ... ولو انتظرت كثيرة لم نُقْلِلِ

فخُذِ القليلَ وكنْ كمَنْ لم يسألِ ... ونكون نحن كأنّنا لم نفعلِ

وفيه يقول عوف بن ملحّم:

يا ابنَ الّذي دان له المشرقان ... طُرًّا، وقد دان له المغربان

إنَّ الثمانين وبُلِّغْتَها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

وبدلّنني بالنشاط أنْحِنا ... وكنت كالصَّعْدة تحت السّنان

ولم تدع فيّ لمستمتِع ... إلّا لساني وبحسْبي لسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015