وينتشر النّاس، حَتّى سمعته يومًا يقول: ثنا الَّليْث بن سَعْد، ويُستعاد. فأعاد أربع عشرة مرة، والناس لا يسمعون. وكان هارون يركب على نَخْلَة مِعْوَجَّة يستملي عليها. فبلغ المعتصمَ كثرة الجمع، فأمر بحزرهم، فوجّه بقطّاعي الغَنَم، فحزروا المجلسَ عشرين ومائة ألف.

وعن: أحمد بن عيسى قال: أتاني آتٍ في منامي فقال: عليك بمجلس عاصم بن عليّ فإنّه غيظ لأهل الكُفْر.

وكان رحِمه الله ممّن ذَبَّ عن الإسلام في المحنة. فروى الهيثم بن خَلَف الدُّوريّ، أنّ محمد بن سُوَيْد الطّحّان حدثه قال: كنّا عند عاصم بن عليّ، ومعنا أبو عُبَيْد، وإبراهيم بن أبي الَّليْث، وجماعة. وأحمد بن حنبل يُضْرَب. فجعل عاصم يقول: ألا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل فنكلّمه؟ قال: فما يجبه أحد.

ثمّ قال ابن أبي اللّيث: أنا أقوم يا أبا الحسين.

فقال: يا غلام خُفّي.

فقال ابن أبي اللّيث: يا أبا الحسين، أبلغُ إليّ بناتي فأوصيهنّ.

قال: فظنّنا أنّه ذهب يتكفّن ويتحنّط، ثمّ جاء فقال: إنّي ذهبت إليهنّ فبكين.

قال: وجاء كتاب ابنَتيْ عاصم من واسط: يا أبانا، إنّه قد بَلَغَنَا أنّ هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل، فضربه على أن يقول القرآن مخلوق. فأّتقِ الله ولا تُجِبْه. فَوَاللَّهِ لإن يأتينا نعيّك أحبّ إلينا من يأتينا قُلْتُه1.

وذكر ابن عَديّ لعاصم ثلاثة أحاديث، تفرّد بها عن شُعْبَة، ثمّ قال ابن عَديّ: لا أعلم شيئًا مُنْكَرًا سواها. ولم أر بحديثه بأسًا.

تُوُفّي عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين.

193- عامر بن حُجَيْر بن سُوَيْد الباهليّ البصْريّ2. أبو الْحَسَنُ.

عن: عمّه قُزْعَه بن سُوَيْد، وحمّاد بن زيد.

وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، ووثّقاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015