أَبِي شَيْبة، وأحمد بْن حنبل، فقال عفّان: ثلاثة يُضَعَّفون في ثلاثة: عليّ بْن المَدِينيّ في حماد بن زيد، وأحمد في إبراهيم بْن سعْد، وابن أَبِي شَيْبة في شَرِيك.

فقال عليّ: وعفّان في شُعْبة.

قلت: هذا عَلَى وجه المزاح، وإلّا فهؤلاء ثِقات في شيوخهم المذكورين سيّما عفّان في شُعْبة، فإنّ الحسين بْن حبّان قَالَ: سألت ابن مَعِين فقلت: إذا اختلف أبو الوليد وعفّان عن شُعْبة؟ قَالَ: القول الصّواب قول عفّان.

قلت: وأبو نُعَيْم وعفّان؟ قَالَ: عفّان أثبت.

وقال أحمد بْن حنبل: عفّان، وحِبّان، وبَهْز هَؤُلّاءِ المتثبّتون، وإذا اختلفوا رجعت إلى قول عفّان، هُوَ في نفسي أكبر.

وقال الحسن الحلوانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين: كَانَ عفّان، وبَهْز، وحِبّان يختلفون إليّ، فكان عفّان أضبط القوم وأمكرهم. عملت مرّة عليهم في شيء فما فطِن بِهِ إلّا عفّان.

وذُكِر عفّان عند عليّ بْن المَدِينيّ فقال: كيف أذكر رجلًا إذا شكّ في حرف فيضرب عَلَى خمسة أسطر؟.

وسئل أحمد بْن حنبل: مَن تابع عفّان عَلَى الحديث الفُلانيّ؟ فقال: وعفّان يحتاج إلى مُتَابِع؟ وقال يعقوب بْن شَيْبة: سَمِعْتُ ابن مَعِين يَقُولُ: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جُرَيْج، والثَّوريّ، وشُعْبة، وعفّان.

قلت: مالك أفقهُهُم، وابن جُرَيْج أعرفهم بالتّفسير، والثَّوْريّ أحفظهم وأكثرهم رواية، وشُعْبة أتْقنهم وأوثقهم شيوخًا، وعفّان مختصر شُعْبة، فإنّه كَانَ متعنِّتًا في الرجال، كثيرَ الشَّكَّ والضَّبْط للخطّ. يكتب ثم يعرض عَلَى الشيخ ما سمعه.

قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: أبو نُعَيم وعفّان لَا أقبل قولهما في الرجال. لَا يَدَعُونَ أحدًا إلّا وقعوا فيه.

وقال ابن مَعِين: عبد الرحمن بْن مهديّ أحفظ من عفّان، ولم يكن من رجال عفّان في الكتاب.

وكان عبد الرحمن أصغر منه بسنتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015