وكان طريفًا كيسًا حلو النادرة مجيدًا في الغزل.

ومن شِعْره:

يا أيها الرجل المعذَّب نفسَهُ ... أقصِرْ فأنّ شفاءك الإقصارُ

نَزَف البكاءُ دموعَ عينك فاستَعٍرْ ... عينًا يُعينك دمعُها المِدرار

مِن ذا يُعيرك عينهُ تبكي بها ... أرأيت عينًا للبكاء تُعارُ1

ومن شِعْره:

وحدَّثْتني يا سعد عَنْهَا فزِدْتَني ... جُنُونًا فزِدْني مِن حديثك يا سَعْد

هواها هويً لم يعرف القلبُ غيرَه ... فليس لَهُ قبلٌ وليس لَهُ بعدُ2

ومن شعره:

قد سحب الناسر أذيالِ الظُّنُون بنا ... وفرّق الناسُ فينا قولَهم فِرقا

فكاذبٌ قد رمى في الحبّ غيركم ... وصادق لَيْسَ يَدْري أَنَّهُ صَدَقا3

مات العبّاس بْن الأحنف سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة.

وقيل: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، قبل أَبِي نواس.

148- العبّاس بْن الحسين بْن عُبَيْد الله بن عباس ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

أبو الفضل العلويّ المدنيّ4.

قِدم بغدادَ في دولة الرشيد، وبقي في صحبته، ثمّ صحِب بعده ولدَه المأمون. وكان شاعرًا بليغًا مفوّهًا حتّى قِيلَ إنّه أشعر آل أبي طَالِب كلّهم.

149- العبّاس بْن الفضل بْن الربيع بن يونس5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015