فسمع أبو مطيع فدخل عَلَى الوالي وقال: بلغ مِن خطر الدنيا أنّا نكفر بسببها. وكرّر هذا مرارًا حتى أبكى الأمير وقال له: إني معك ولكن لا أجتريء بالكلام، فتكلّم وكنْ منّي آمنًا1.

وكان أبو مطيع قاضيًا فذهب الناس إلى الجمعة. وذهب أبو مُعَاذ متقلَّدًا سيفًا. وآخّر يوم الجمعة، فارتقى أبو مجيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ أخذ لحيته وبكى وقال: يا معشر المسلمين بلغ مِن خطر الدنيا أن تجرّ إلى الْكُفْرِ. من قال: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} لغير يحيى بْن زكريّا فهو كافر.

قَالَ: فرجّ أهل المسجد بالبكاء وهرب اللّذان أتيا بالكتاب.

وعن النضر بْن شُمَيْلٍ: قَالَ أبو مطيع: نزل الإيمان والإسلام في القرآن عَلَى وجهين، وهو عندي عَلَى وجهٍ واحد. فقلت لَهُ: ممّن ترى الغلط منك، أم مِن الرَّسُول عَليْهِ السلام، أو مِن جبريل، أو مِن الله تعالى؟ فبقي باهتًا2.

وقد كَانَ أبو مطيع فيما نقل الخطيب من رؤوس المُرْجِئة.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي مطيع فقال: لا ينبغي أن يُروى عَنْهُ. ذكروا عَنْهُ أنّه كَانَ يَقُولُ: الجنّة والنّار خُلِقتا وسَتَفْنَيان، وهذا كلام جَهْم3.

وقال ابن مَعِين: هُوَ ضعيف.

وقال أبو داوود: تركوا حديثه، كَانَ جَهْميًا.

قلت: وممّن روى عنه: محمد بن القاسم البلخي، وخلاد بْن أسلم الصَّفّار، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ.

ومات سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وله أربعٌ وثمانون سنة.

77- الحَكَم بْن عَبْد الله -خ. م. ت. ن- أبو النعمان البصري4.

عن: سعيد بن أبي عروبة، وشعبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015