وكان طلْق الوجه، دائم البِشْر، كثير التّلاوة والصّلاة؛ وكلّ من كان له عليه رسم وإدرار من القرّاء والصُّلَحاء كان يوصله إليهم بعد العزْل، إلى أن توفّاه الله تعالى حميدًا مُكرَمًا.

قرأتُ عليه الكثير من الكُتُب والأجزاء، وكنت أُلازمه، وأحضر مجلسه مرَّتين في الأسبوع، أقرأ عليه.

وكان يكرمني غاية الإكرام ويُخرج إليَّ الأجزاء والأصول.

وتُوُفّي في أوّل رمضان، ودُفن في داره، ثمّ نُقِل إلى تُربته بالحربيَّة سنة أربعٍ وأربعين.

قلت: وروى عنه: أبو منصور مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي النَّرْسيّ، وعمر بن طَبَرْزَد، وابن سُكَيْنَة، وجماعة.

وأوصى إلى ابن عمّه قاضي القضاة عليّ بن الحسين الزَّيْنبيّ.

وكان يُضرب المثل بحُسْنه في صِباه؛ ولأبي عبد الله البارع فيه:

قالوا: عليٌّ ملك الحَسَن قد ... أقسم أنْ لَا يشربَ الخمرا

قلت: فما يصنع في ريقِهِ ... فقد حنث البدْرُ وما برّا

لو طلب الأجرَ لَما حقّق إلا ... صداع، أو ما زنّر الخصْرا

لِتَبْكِ شمسُ الرّاح من نُسْكِهِ ... فإنّها قد فارقتْ بدرا

374- عليّ بن عبد الملك بن مسعود.

أبو الحَسَن الهَرَويّ الأصل، الحلبيّ المولد، البغداديّ الدّار.

وُلِد سنة 459.

وسمع: أبا محمد نصر الصَّرِيفينيّ، وجماعة.

روى عنه: ابن السَّمْعانيّ، وقال: شيخ، صالح، مستور.

تُوُفّي فِي المحرَّم.

375- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الحسين1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015