وحجّ نحوًا من خمسين حجَّة.
وصنَّف مجموعًا حَسَنًا في مجلَّدين في معرفة طريق مكَّة.
قال ابن السَّمْعانيّ: هو شيخ لَا بأس به، مشتغل بما يعنيه.
سمع: مالكًا البانياسيّ، وابن البَطِر.
وكتبت عنه.
وتُوُفّي بمِنَى صبيحة عيد النَّحْر، رحمه الله.
373- عَلَى بْن طِراد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن الحَسَن1.
الوزير الكبير، أبو القاسم ابن نقيب النّقباء، الكامل أبي الفوارس الهاشميّ، العبّاسيّ، الزَّيْنبيّ.
وزير الخليفتين المسترشد، والمقتفيّ.
وُلِد في شوال سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
وأجاز له أبو جعفر ابن المسلمة.
وسمع من: أبيه، وعمّه أبي نصر، وأبي القاسم بن البُسْريّ، ورزق الله التميمي، وجماعة.
قال ابن السمعاني: كان صدرًا، مهيبًا، قورًا، حادّ الفراسة، دقيق النَّظَر، ذا رأيٍ وتدبير، ومعرفة بالأمور العظام.
وكان شجاعًا جريئًا.
خلع الراشد الّذي استُخْلف بعد أن قُتِلَ أبوه المسترشد، وجمع النّاس على خلْعه، وعلى مبايعة المقتفيّ لأمر الله في يومٍ واحد.
وكان النّاس يتعجّبون من ذلك.
ولم يزل أمرُه مستقيمًا، وأحواله على التّرقّي إلى أن تغيَّر عليه المقتفيّ لأمر الله، وأراد القبض عليه، فالتجأ إلى دار السّلطان مسعود بن محمد، إلى أن قدِم السّلطان بغداد، فأمر بحمله إلى داره مكرّمًا، وجلس في داره ملاصق دار الخلافة واشتغل بالعبادة.