واستولى النّساء على الأحوال، وصارت كلّ امرأةٍ من أكابر البربر مشتملةً على كلّ مفسدٍ وشرّير، وقاطعِ سبيلٍ، وصاحب خمرٍ، وأميرُ المسلمين في ذلك يزيد تغافُلُه، وَيقْوَى ضعْفُه، وقنع بالاسم والخُطْبة.

وعكف على العبادة، فكان يصوم النّهار، ويقوم اللّيل، واشتهر عنه ذلك، وأهمل أمر الرعيَّة غاية الإهمال.

وكان يعلم من نفسه العجز، حتّى أنّه رفع مرَّة يديه وقال: اللَّهُم قيِّض لهذا الأمر من يقوى عليه ويُصْلح أمور المسلمين.

حكى عنه هذا عبد الله بن خيار.

وقال ألْيَسع بن حزْم: وُلّي عليّ بن يوسف، فنشأت من المرابطين والفقهاء نشأة أهزلوا دينهم، وأسمنوا براذينهم، قلدهم البلاد، وأصاخ إلى رأيهم فخانوه، وأشاروا عليه بأخْذ مملكة ابن هود، وقرَّروا عنده أنّ أموال المستنصر صاحب مصر أيّام الغلاء حصلت كلُّها عند ابن هود، وأرَوْه الباطلَ في صورة الحقّ.

قلت: وثب عليه ابن تُومَرت كما ذكرنا، وجَرَت بين الطّائفتين حروبٌ، ولم يزل أمر عبد المؤمن يقوى ويظهر، ويستولي على الممالك، وأمر عليّ بن يوسف في سفال وزوال، إلى أن تُوُفّي في هذا العام، وعُهِد إلى ابنه تاشفين، فعجز عَن الموحدين، وانزوى إلى مدينة وهران، فحاصره الموحدون بها، فلمّا اشتدّ عليه الحصار خرج راكبًا، وساق إلى البحر، فاقتحمه وغرق، فيقال إنّهم أخرجوه وصلبوه، ثمّ أحرقوه.

وذلك في عام أربعين.

وانقطعت الدّعوة لبني العبّاس بموت عليّ وابنه تاشفين.

وكانت دولة بني تاشفين بمَرّاكُش بِضْعًا وسبعين سنة.

تُوُفّي عليّ في سابع رجب، وله إحدى وستّون سنة.

335- عمر بْن محمد بْن أحمد بْن إسماعيل بْن محمد بن نُعمان1.

النَّسَفيّ، ثمّ السَّمَرْقَنْديّ.

قال ابن السَّمْعانيّ: كان إمامً، فاضلًا، مبرّزًا، متفنّنًا.

صنَّف في كل نَوع من العِلم، في التّفسير، والحديث، والشُّروط، ونَظَم "الجامع الصغير" لمحمد بن الحَسَن، حتّى صنَّف قريبًا من مائة مصنف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015