وكان كثير عيادة المَرْضَى وشُهُود الجنائز، ملازمًا للتّدريس والإفادة، حَسَن الأخلاق.
وله مصنّفات في الفِقْه والتّفسير.
وكان يعقد مجلس التّذكير، ويُظهِر السُّنَّة، ويردّ على المخالفين، ولم يخلّف بعده مثله.
قلت: روى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن عساكر، وابنه القاسم، والسِّلَفيّ، وخطيب دُومَة عبد الله بن حمزة الكرماني، وعبد الوهّاب بن عليّ الزُّبَيْريّ المعدّل، وأبو الحزْم مكّيّ بن عليّ، ويحيى بن الخضر الأُرْمَويّ، وإسماعيل الْجَنْزَوِيّ، وبركات الخُشُوعيّ، ومحمد بن الخصيب، وطائفة آخرهم وفاة القاضي أبو القاسم الحَرَسْتانيّ.
وقد أملى عدَّة مجالس.
وقع لنا من طريقه بعلو "معجم" ابن جميع.
وذكره ابن عساكر أيضًا في طبقات الأشاعرة من كتاب "تبيين كذِب المفتري"، فقال: تفقّه أوّلًا على القاضي أبي المظفّر عبد الجليل بن عبد الجبّار المَرْوَزِيّ، وغيره.
وعُنِي بكثرة المطالعة والتكرار، فلمّا قدِم الفقيه نصر المقدسيّ دمشق لازَمَه.
ولزم الغزّاليّ مدَّة مُقامه بدمشق، وهو الّذي أمره بالتّصدُّر بعد موت الفقيه نصر، وكان يُثْني على عِلْمه وفَهْمه.
وكان عالمًا بالتفسير، والأصول، والفقه، والتَّذْكير، والفرائض، والحساب، وتعبير المنامات.
وتُوُفّي في ذي القعدة ساجدًا في صلاة الفجر، رحمه الله تعالى.
158- عليّ بن المُطَهَّر بن مكّيّ بن مِقْلاص.
أبو الحَسَن الدِّينَوَرِيّ، الشّافعيّ.
تفقه على: أبي حامد الغَزّاليّ.
وسمع من: نصر بن البَطِر، ونحوه.
وكان فقيهًا صالحًا.
تُوُفّي ليلة السّابع والعشرين من رمضان ببغداد رحمه الله.