وأكثرهم حرمة وهيبة عند الصحابة. قد افتدى بأبي سَعِيد بْن أَبِي الخير المِيهَنيّ فيما أظن. وأنا عَنْ جماعة لم يحدثنا عَنْهُمْ سواه. ولم يقرأ عَلَيْهِ إلّا من أصول سماعة، وهي كالشمس وضوحًا. وكف بصره بآخر. وكتب لَهُ أبو عليّ الكَرْمانيّ أجزاء طرية، فحدث بها اعتمادًا عَلَيْهِ، ولم يكن ممن يُعرف طرق المحدثين، ودقائقهم وإلّا لكان من الثْقات الأثبات. وذكره ابن الصّلاح في طبقات الشّافعيّة. وقال أبو المُعَمَّر الْأَنْصَارِيّ: مولده في شوّال سنة إحدى عشرة. وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة. قلت: قرأت بخطّ السِّلَفيّ أَنَّهُ سمع الطُّرَيْثيثيّ يَقُولُ: وُلِدتُ في شوّال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.

265- أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين العُكْبَريّ: ثمّ الواسطي المقرئ أبو الحَسَن1. قرأ القراءات عَلَى أصحاب أَبِي عليّ بْن عَلّان. وسمع: الحَسَن بْن موسى الغَنْدَجانيّ. وقدِم بغداد فقرأ بها عَلَى: سليمان بْن أحمد السرقسطي، ورزق اللَّه التميمي. وسمع: أبا القاسم البُسْريّ. واقرأ النّاس. وهو الّذي سمع مُحَمَّد بْن عليّ الكتّانيّ المحتسب، ولمّا مات رثاه خميس الحوزيّ. روى عنه: الكتّانيّ المذكور.

266- أرتاش، ويقال: ألْتاش، بْن السّلطان تُتُش بْن ألْب رسلان2: أخو صاحب دمشق دُقَاق. سجنه أخوه بعلبك، فلمّا مات دُقاق أطلقه الأمير طُغْتِكِين وأقدمه دمشق، وأقامه في السَّلْطَنَة في هذه السّنة، ثمّ خرج سرًّا بعد ثلاثة أشهر لأمر تخيله من طُغْتِكِين، فذهب إلى بَغْدَوِين ملك الفرنج طمعًا في أنّ يكون لَهُ ناصرًا، فلم يحصل منه على أمل، فتوجّه عَلَى الرَّحْبَة إلى الشّرق، فهلك هناك.

267- إسماعيل بْن عليّ بْن حَسَن: الشَّيْخ أبو عليّ الجاجَرْميّ النَّيْسابوريّ الأصمّ الزّاهد3. كَانَ حَسَن الطّريقة صالحًا واعظًا. ولد سنة ست وأربعمائة، وسمع: أبا عَبْد اللَّه بْن باكُوَيْه الشِّيرازيّ، وأبا بَكْر أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحارث، وأبا سَعِيد فضل اللَّه بْن أَبِي الخَير المِيهَنيّ، وعبد القاهر بْن طاهر التَّميميّ، وأبا عثمان الصّابونيّ، وجماعة. وخرج لَهُ صالح المؤذِّن فوائد. روى عَنْهُ: إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وجماعة من شيوخ السّمعانيّ، وقال: دفن عند ابن خزيمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015