أبو بكر القُرْطُبي قاضي الجماعة بقُرْطُبة.

استقضاه المعتمد على الله في سنة ثمانٍ وستّين وأربعمائة، وكان من أهل الصّرامة والحقّ والعدْل، لا يخاف في الله لومةَ لائم، نزِهًا متعاونًا، تفقّه على أبي عمر بن القطّان، وسمع من: حاتم بن محمد، وغيره.

ولم يزل على القضاء بقُرْطُبة عشرين سنة.

وتُوُفّي في شعبان. وقد استكمل سبعين سنة.

194- عليّ بن أحمد بْن يوسف بْن جعفر بْن عَرَفَة بن المأمون بن المؤمّل بن الوليد بن القاسم بن الوليد بْن عُتْبَة بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ1.

القُرَشيّ الأُمويّ أبو الحسن الهَكَّاريّ2.

وقيل: سقط بين الوليد وبين القاسم خالد، وانّه الوليد بن خالد بن القاسم.

قال السّمعانيّ3: شيخ الإسلام هذا تفرَّد بطاعة الله في الجبال، وابتنى أربطةً ومواضع يأوي إليها الفقراء والمنقطعون إلى الله، وكان كثير العبادة، حسن الزّهادة "صافي النّيّة، خالص الطّويّة، لطيفًا" مقبولًا وقُورًا.

قدِم بغداد، ونزل برباط الزَّوْزَنيّ، ورحل وسمع بمصر: أبا عبد الله بن نظيف، وغيره.

وبمكّة: أبا الحَسَن بن مَنْهر، وببغداد: أبا القاسم بن بشْران، وبالرّملة: أبا الحُسَين بن التُّرْجُمان، روى لنا عنه: يحيى بن عَطّاف الموصِليّ بمكّة، وعبد الرحمن بن الحسن الفارسيّ ببغداد، والحسن بن محمد بن أبي عليّ المقرئ، وجماعة سواهم.

وقال عبد الغفّار الكرْجيّ: ما رأيت مثل شيخ الإسلام الهَكّاريّ زُهدًا وفضلًا4.

وقال يحيى بن مَنْدَهْ: قدِم علينا أبو الحُسَين الهَكّاريّ إصبهان وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد، مشهور معروف، أحد كبراء الصوفية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015