وكذا، وقعت لنا في "ذمّ الكلام" نبّهت عليه في نسختين، واعتقدتها سقطت على
"المنتقى من ذمّ الكلام" ثمّ رأيت غير نسخةٍ كما في "المنتقى"1.
قال المؤتَمَن: وكان يدخل على الأمراء والجبابرة، فما كان يُبالي بهم، وكان يرى الغريب من المحدِّثين، فيُكْرمه إكرامًا يتعجَّب منه الخاصّ والعام2.
وقال لي مرّة: هذا الشّأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشّأن3. يعني طَلَب الحديث.
وسمعته يقول: تركت الحِيريّ لله، يعني القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن صاحب الأصمّ4.
قال: وإنّما تركه لأنّه سمع منه شيئًا يخالف السُّنّة5.
وقال: أبو عبد الله الحسين بن عليّ الكُتُبيّ في "تاريخه": خرّج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطّه، إلى أن ذهب بصره، فلمّا ذهبَ بصرُهُ أمر واحدًا بأن يكتب لهم ما يخرِّج، ثمّ يصحّح عليه، وكان يخرّج لهم متبرعًا لحبّه للحديث، وقد تواضع بأن خرَّج لي فوائد. ولم يبق أحدٌ خرّج له سواي6.
وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعتُ أبا إسماعيل الأنصاريّ، يقول: إذا ذكرتُ التّفسير، فإنّما أذكره من مائةٍ وسبعة تفاسير7.
وسمعت أبا إسماعيل ينشد على المنبر:
أنا حنبليٌّ ما حَييت وإنّ أمُت
فوصيّتي للنّاس أن يتحنبلوا8
وسمعتُ أبا إسماعيل يقول: لمّا قصدتُ الشّيخ أبا الحسن الحرقاني الصوفي،