وله في السُّوق كتاب "منازل السّائرين"1 وهو كتاب نفيس في التَّصوُّف، ورأيت الاتحاديّة تعظّم هذا الكتاب وتنتحله، وتزعم أنّه على تصوّفهم الفلسفيّ.

وقد كان شيخنا ابن تيمية بعد تعظيمه لشيخ الإسلام يحطّ عليه ويرميه بالعظائم سبب ما في هذا الكتاب. نسأل الله العفو.

وله قصيدة في السُّنّة2، وله كتاب في مناقب أحمد بن حنبل، وتصانيف أُخر لا تحضُرني.

روى عنه: المؤتمن السّاجيّ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ، وعبد الله بن أحمد السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الصّبور بن عبد السّلام الهَرَويّ، وعبد الملك الكَرُوخيّ، وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفاميّ، وعطاء بن أبي الفضل المعلّم، وحنبل بن عليّ البخاريّ، وأبو الوقت عبد الأوّل، وعبد الجليل بن أبي سعد، وخلْق سواهم.

وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيّار.

قال السِّلَفيّ: سألت المؤتمن عنه فقال: كان آيةً في لسان التّذكير والتّصوُّف، من سلاطين العلماء3.

سمع ببغداد من أبي محمد الخلّال، وغيره.

يروي في مجالس وعْظِه أحاديث بالإسناد، ويَنْهَى عن تعليقها عنه.

وكان بارعًا في اللُّغة، حافظًا للحديث، قرأت عليه كتاب "ذمّ الكلام"، وكان قد روى فيه حديثًا عن: عليّ بن بُشْرى، عن أبي عبد الله بن مَنْدَهْ، عن إبراهيم بن مرزوق.

فقلت له: هذا هكذا؟ قال: نعم. وإبراهيم هو شيخ الأصمّ وطبقته. وهو إلى الآن في كتابه على هذا الوجه4.

قلتُ: وكذا سقط عليه رجلان في حديثين مخرجين من "جامع الترمذي".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015