فسار عميد الدّولة بن فخر الدّولة بن جَهير إلى النظام، وتلطّف في القضيّة إلى أن لانَ لهم.
دخول تاج الدّولة تتش دمشق ومقتل أتْسِز:
وفيها: سار المَلك تاج الدّولة تُتُش أخو السّلطان ملكشاه فدخل الشّام، وتملك دمشق بأمر أخيه بعد أن افتتح حلب. وكان معَه عسكرٌ كثيرٌ من التُّركمان. وذلك أن أتْسِز، وَالعامّة تُغيُّره يقولون أقسيس، صاحب دمشق لمّا جاء المصريّون لحرْبه استنجد بتتش، فسارَ إليه من حلب، وطمع فيه. فلمّا قارب دمشق أجفل1 العسكر المصريّ بين يديه شبه الهاربين، وفرح أتسِز، وخرج لتلقّيه عند سور المدينة، فأبدى تتش صورةً، فأظهر الغَيْظ من أتسِز، إذ لم يُبعِد في تلقّيه، وعاتبه بغضبٍ، فاعتذر إليه، فلم يقبل، وقبض عليه وقتله في الحال، وملك البلد. وأحسن السيرة، وتحبَّب إلى النّاس.
ومنهم مَن ورَّخ فتْحَ تُتش لدمشق في سنة اثنتين وسبعين.
وكان أهل الشّام في ويْلٍ شديد مع أتسز الخوارزميّ المقتول.