...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثامنة والأربعون:
أحداث إحدى وسبعين وأربعمائة:
عزل ابن جَهِير من الوزارة:
فيها: عزل فخر الدّولة بن جَهِير من وزارة المقتدي بالله بأبي شجاع بن الحسين، لكونه شذَّ من الحنابلة.
وكتب أَبُو الحسن محمد بن علي بن أبي الصَّقر الفقيه الواسطيّ إلى نظام المُلْك هذه الأبيات:
يا نظامَ المُلْك قد حُلّ ... ببغدادَ النّظامُ
وابنُك القاطنُ فيها ... مستهانٌ مستضام
وبها أودى له قتيـ ... ـلًا غلامٌ، وغلامٌ
والّذي منهم تبقَّى ... سالمًا فيه سهام
يا قوام الدّين لم يبـ ... ـق ببغداد مقام
عظم الخطب، وللحر ... ب اتّصال، ودوام
فمتى لم تحسم الدّا ... ء أياديك الحسام
ويكفّ القوم في بغـ ... ـداد قتلٌ، وانتقام
فعلى مدرسة فيـ ... ـها، ومَن فيها السّلامُ
واعتصامٌ بحريمٍ ... لك، من بعدُ، حرامُ1
فَعَظم هذا الخَطْب على النّظام، وأعاد كوهرائين إلى شحنكّية بغداد، وحمّله رسالة إلى المقتدي تتضّمن الشَّكوى من ابن جهير. وأمر كوهرائين بأخْذ أصحاب ابن جهير، وإيصال المكروه والأذى إليهم.