وهذا ليس من شرط أصحاب الحديث وأهله.

ثم قال يحيى: تكَّلم في مسائل لا يسع الموضوع ذكرها، لو اقتصر على التَّحديث والْإِقراء كان خيرًا له1.

وهذا يدُل على أنَّه ثقةُ فيما روى، وإنَّما نُقِم عليه الكلام.

روى عنه: أبو عليّ الحدَّاد، وقرأ عليه بالرّوايات، وسعيد بْن أَبِي الرجاء، والحسين بْن عَبْد الملِك الخلال، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق وأحمد بن الفضل المهاد، وشبيب بن محمد بن حورة2، وأبو الخير عبد السلام ابن محمد الحسناباذيّ، وجماعة سواهم.

وحدَّث عنه من القُدَماء: الحافظ عبد الغنيّ النَّخْشَبيّ، والقاضي أبو عليّ الوَخْشيّ.

وقد أمَّ بجامع أصبهان الكبير بعد أبي المظفّر بن شبيب.

قال أبو عبد اللَّه الدَّقّاق في رسالته: ولم أرَ شيخًا بأصبهان جمع بين علم القُرآن والقراءات والحديث والرّوايات، وكثرة كتابته وسماعه أفضل من أبي بكر الباطِرْقانيّ.

وكان إمام الجامع الكبير، حَسَن الخُلُق والهيئة والمنظر والقراءة والدِّراية.

ثقة في الحديث.

249- أَحْمَد بن محمد بن عيسى بن هلال2:

أبو عمر بن القطَّان القُرْطُبِيّ المالكيّ، رئيس المُفْتين بقُرْطُبة.

وُلِدَ سنة تسعين وثلاثمائة.

وروى عن: أبي بكر التُّجَيْبيّ، ويونس بن عبد اللَّه القاضي، وأبي محمد بن الشَّقّاق، وأبي محمد بن دحّون، وناظر عندهما.

وكان فريد عصره بالَأندلُس حفظًا وعِلمًا واستِنْباطًا ومعرِفَةً بأقوال العلماء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015