عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقاق قال: وَرَدَ علينا الشّيخ الْإِمام الأوحد أبو الفضل عبد الرَّحمن بن أَحْمَد الرّازيّ، لقاه الله رضوانه، وأسكنه جنابه.

وكان إمامًا من الأئِمّة الثِّقات في الحديث والرّوايات والسُّنَّة والقراءات، وذِكره يمْلأ الفم، ويُذرف العَيْن. قَدِمَ أصبهان مِرارًا، الأولى في أيّام ابن مَنْدَهْ، وسمع منه، سمعت منه قطعة صالحة. وكان رجلًا مَهيبًا، مَديد القامة، وليًّا من أولياء اللَّه، صاحب كرامات.

طوَّف الدُّنيا مُفيدًا ومُستفيدًا.

ثُمَّ ذكر الدَّقَاق شيوخه وباقي ترجمته.

وقال الخلّال: كان أبو الفضل الرّازيّ في طريق، وكان معه قليل من الخبز، وشيء يسير من الفانيذ، فقصده جماعة من قطاع الطريق، وأرادوا أن يأخذوه، فَدَفَعَهُم بعصاه، فقيل لهُ في ذلك، فقال: إنّما منعتهم لأنَّ الّذي كانوا يأخذوهُ مِنّي كان حلالًا. ورُبّما كنت لا أجد مثله حلالًا1.

ودخل كرْمان في هيئةٍ رثّة، وعليه أخلاقٌ وأسمال، فحُمل إلى الملك وقالوا: هو جاسوس، فقال الملك: ما الخبر؟ قال: تسألني عن خبر الأرض أو خبر السّماء؟ فإن كنت تسألني عن خبر السّماء، فـ {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] ، وإن كنت تسألني عن خبر الأرض، فـ {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن: 26] .

فتعجَّب الملك من كلامه وأكرمه، وعرض عليه مالًا فلم يقبله2.

114- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مالك3:

أبو القاسم الغسَّاني الأندلُسيّ البَجَّانيّ اللُّغَويّ.

روى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ، وغيره.

أرّخه ابن بَشكُوال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015