أبو القاسم بْن حَوْشَب الكوفي [1] ، والآخر أبو الْحَسَن، فَدَعَوْا إِلَى المهدي سرًّا.
ثُمَّ سيّر والد المهديّ داعيًا آخر يُسمّى أَبَا عَبْد الله، فأقام باليمن إِلَى سنة ثمانٍ وسبعين، فحجّ تلك السنة، واجتمع بقبيلة من كُتامة، فأعجبهم حاله، فصحبهم إلى مصر، ورأى منهم طاعة وقوّة، فصحبهم إِلَى المغرب، فكان ذلك أوّل شأن المهديّ [2] .
وفيها نازلت الرّوم طَرَسُوس فِي مائة ألف وبها يازمان الخادم، فبيَّتهم ليلًا وقتل مقدّمهم وسبعين ألفًا. وأخذ منهم صليبهم الأكبر وعليه جواهر لا قيمة لها، وأخذ من الخيل والأموال والأمتعة ما لا ينحصر، ولم يُفِلت منهم إلّا القليل، وذلك فِي ربيع الأوّل [3] . وكان فتحا عظيما عديم المثيل مَنَّ الله به على الْإِسْلَام يوازي قتل الخبيث. والحمد للَّه وحده.