السَّواد. فعرض لَهُ عارضّ فمات لليلته. وأتى الخبر إلى المأمون أوّل النّهار من النُّصَحاء، ووافى الخبر بموته ليلا. وقام بعده ابنه طلحة بْن طاهر، فأقرّه المأمون، فبقي عَلَى خراسان سبْعٍ سِنين، ثمّ تُوُفّي، فتولّى بعده أخوه عَبْد اللَّه بْن طاهر وهو يحارب بابَكُ، فسار إلى خُراسان، وولي حربَ بابَكُ عليّ بْن هشام [1] .
وقيل: لما جاء نعيُ طاهر بْن الحُسين قَالَ المأمون: لليدين وللفم، الحمد للَّه الّذي قدّمه وأخّرنا [2] .
وقد كَانَ في نفس المأمون منه شيء لكونه قتل أخاه الأمين لمّا ظفر بِهِ، ولم يبعث بِهِ إلى المأمون ليرى رأيه فيه.
ومات طاهر في جُمَادَى الأولى [3] .
وفيها وُلّي موسى بْن حفص طَبَرِسْتان، والرُّويان، ودُنْباوَنْد [4] .
وحجّ بالنّاس أبو عيسى أخو المأمون [5] .
وفيها ظهر الصناديقيّ باليمن واستولى عليها وقتل النساء والولدان وادّعى النُّبُوَّة، وتبعه خلق وارتدّوا عَنِ الإسلام. ثمّ أهلكه اللَّه بالطّاعون.