وَمِنْ شِعْرِهِ:
إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ معاتبا ... خليلك [1] لم تلق الّذي لا تعاتبه
فعش واحدا أوصل أَخَاكَ فَإِنَّهُ ... مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ
إِذَا أنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى ... ظَمِئْتَ، وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ [2] ؟
وَقَدْ سَأَلَ أَبُو حَاتِمٍ السَّجِسْتَانِيُّ أَبَا عُبَيْدَةَ: أَمَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أشْعَرُ، أَمْ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ؟ فَقَالَ: حَكَمَ بَشَّارٌ لِنَفْسِهِ بِالاسْتِظْهَارِ لِأَنَّهُ قَالَ ثَلاثَةَ عشر ألف بيت جيّد، ولا يكون لشاعر هذا العدد لا في الجاهلية وَلا الإِسْلامِ، ومروان أمدح للملوك [3] .
ولبشار:
خليلي ما بال الدّجى لا يُزحْزَحُ [4] ... وَمَا بَالُ ضَوْءِ [5] الصُّبْحِ لا يَتَوَضَّحُ
أَضَلَّ الصَّبَاحُ [6] الْمُسْتَنِيرُ [7] طَرِيقَهُ ... أَمِ الدَّهْرُ لَيْلٌ كُلُّهُ لَيْسَ يَبْرَحُ [8]
وَقَدْ سَاقَ صَاحِبُ «الأَغَانِي» [9] لِبَشَّارٍ سِتَّةً وَعِشْرِينَ جَدًّا كُلُّهُمْ أَعَاجِمُ، وأسماؤهم فارسيّة،