وفي شوال توجّه ملك الأمراء الأفرم إلى جبال الجرْد لحربهم، فإنّهم كانوا قد بدّعوا فِي الجيش عقيب الكسْرة وأسروا وقتلوا وسلبوا وما اتقوا ممكنًا. ومع هذا فعامتهم أن يكونوا رافضة، وإلا فبعض النّاس يقول هُمْ زنادقة منحلين من الدِّين، فذلوا ودخلوا فِي الطّاعة وقُهروا، وقُرِّر عليهم مبلغ كبير من المال، والتزموا بردّ جميع ما أخذوه للجُند، وأقطِعت أرضهم [1] .
وفي ذي القعدة أُلزِم النّاس بتعليق العُدَد، وأُمروا بتعلُّم الرمي [2] ، وجُدّدت الإماجات [3] فِي المدارس والمساجد، ونودي فِي النّاس بذلك.
وأرسل قاضي القضاة إلى جميع المدارس والفقهاء بذلك. وكُتب إلى جميع البلاد الشامية في هذا المعنى [4] .