وفي ثامن عَشْر جُمَادَى الأولى دخل البلد خلق من المُغل وحاصروا القلعة [1] ، ونقبوا عليها من غربيّها. وبقي أهل الظاهرية، وهي ملأى بالنّاس، فِي ضُرٍّ وخوفٍ من يَزَك التَّتَار، وهلكوا من انقطاع الماء، وخافوا لا تفعل بهم التَّتَار كَمَا فعلت بالعادلية وأخرجت أهلها. فهربوا من الأسطحة بمشقّة زائدة.

وأحرقت التَّتَار والكرج والأرمن جامع العقيبة [2] ومارستان الجبل والدَّهْشَة، والمدرسة الصّاحبية والرباط النّاصريّ وأماكن فِي غاية الكَثْرة والحسن.

وأحرقت العادليّة فِي ليلة الحادي والعشرين من جُمَادَى الأولى، فهرب من تبقي بالظاهريّة عند ذَلِكَ [3] .

تقليد النائب والشادّ بدمشق

ويوم الجمعة تاسع عَشْر الشهر قُرئ تقليد قبجق النّيابة [4] ، وتقليد الأمير ناصر الدّين يحيى بن جلال الدّين ابن صاحب خُتَن [5] الشَّدّ، وفيه:

«إننا نرجع إلى بلادنا وقد تركنا بالشام ستين ألفا من جيشنا، وإنا سنعود فِي الخريف لأخذ الدّيار المصرية» [6] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015