وفيه بَلَغَنا أن الشهاب مفسر المنامات بالقاهرة تغيّر عليه أميره القائم به الطْبرس، ونهب داره، وطلب ولده الكبير عَبْد الرَّحْمَن، فهرب وألقى بنفسه من مكانٍ عالٍ لينهزم، فبقي أياما ومات. ورسم لشهاب الدِّين بالانتقال إلى الشَّام، فتحوّل بأهله وأولاده [1] .
وفيها ظهر بدمشق قتلُ جماعةٍ من حُرّاس الدّروب فِي كلّ ليلة واحدٌ أو اثنان، حَتَّى قُتل أكثر من عشرة، فاحترز الوالي وغُلِّقت الدروب وجُدِّدت شرائح فِي أماكن. وخفي الأمر أياما، ثُمَّ ظفروا بحرفوشٍ ناقص العقل، فقُرِّر فاعترف بأنّه كان يأتي الحارسَ وهو نائم فيدق على يافوخه بزلطة فيقتله لوقته فسمروه، ثُمَّ خُنِق [2] .
وجاءت الأخبار بأن الوباء والمرض بالإسكندرية قد تجاوز الوصف، وأنّ الفَرُّوج أُبيع بها بستّةٍ وثلاثين درهما، وأنّه بالقاهرة بقريب العشرين. وأن البيض بالقاهرة ثلاثة بدرهم. وهلكت الحمير والقطاط والكلاب، ولم يبق حمار للكرّ إلا فِي النّادر [3] .
وفي جُمَادَى الأولى انحطّ السعر بدمشق، فبيع القمح غرارة بمائة درهم [4] .