سار عسكر دمشق فنازلوا صيدا، وأمّا ملك الأمراء الشُّجاعيّ فأتى فِي خدمة السّلطان، ثمّ رجع إلى صيدا، ثمّ افتتحها، فاستولى من بها من المقاتلة عَلَى برج، وتحصّنوا بِهِ، وكان لا يصل إلَيْهِ حجر منجنيق، فضايقه الشّجاعيّ فِي ثامن رجب، وفتحه يوم السّبت خامس عشر رجب، بحكم الّذين فِيهِ نزلوا منه وانتقلوا إلى الجزيرة المجاورة لصيدا، ثمّ إنّهم أحرقوا الجزيرة بما فيها فِي ثامن عشر رجب، وساروا فِي البحر إلى قبرس. ثمّ علّق المسلمون أبراج القلعة وأحرقوها ودكّوها [1] .
وكانت الشّواني الإسلاميّة قد حضرت من اللّاذقية، فلما وصلت إلى ميناء البَتْرُون مرّ بها الّذين هربوا من صيدا فِي المراكب، وظنّوها للفرنج، فعرّجوا إليهم، ثمّ تبيّن لهم أنّهم مسلمون، فهربوا، فتبعهم الأمير بلبان التَّقَويّ بالشّواني، فاستولى عليهم قتْلًا وأسْرًا ونهبا، واستنقذ الّذين معهم من الأسرى، وكان ذَلِكَ من غرائب ما اتّفق [2] .
كَانَ أهل بيروت متمسّكين بالهدنة، لكنْ بدا منهم شيء يسير، وهو