سنة ست وثمانين وستمائة

[فتح صهيون وبُرْزية]

فِي المحرَّم دخل دمشقَ نائبُ المملكة حسام الدّين طُرُنْطاي فِي تَجَمُّل زائد لا يدخله إلّا ملك، ثمّ سار لحصار صهيون وبُرْزية وانتزاعهما من يد سُنْقُر الأشقر، وتوجّه معه الشّاميّون بالمجانيق، وقاسوا مشقَّةً وشدّة من الأوحال. وتهيّأ سُنْقُر الأشقر للحصار، ونازلة الجيش.

ثمّ توجّه بعد أيّام نائبُ دمشق حسام الدّين لاجين لحصار برزية، فافتتحه بلا كلْفة، ووجد فِيه خيلا لسُنْقُر الأشقر، فلمّا أُخِذ ضعُفَت همّة صاحبه، وأجاب إلى تسليم صهيون عَلَى شروطٍ يشترطها، فأجابه طُرُنْطاي، وحَلَف لَهُ بما وثق بِهِ. ونزل بعد حصار شهر، وأُعين عَلَى نقل ثقله بجمال وظَهْر، وحضر بعياله ورخته فِي صُحْبة طُرُنْطاي إلى خدمة الملك المنصور، ووفى لَهُ طُرُنْطاي، وذبّ عَنْهُ أشدّ ذَبّ، وأُعطي بمصر مائة فارس، وبقي وافر الحُرمة إلى آخر الدّولة المنصوريّة [1] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015