فيها ولي سلطنة حماة الملك المظفَّر بعد موت المنصور والده [1] .
وفي شعبان ليلة الرابع والعشرين منه نصف اللّيل كانت الزيادة العظمى، توالت الرُّعود والبُرُوق، وأرسلت السّماء عزاليها، وجاء سَيْل هائل، وطلع الماء فوق جسر باب الفَرَج قامة وأكثر، واشتدّ الأمر، وغرق شيءٌ كثير من الخيل والجمال وبني آدم. وذهب للمصريّين شيء كثير، وافتقروا، وراحت خِيَمُهم وأثقالهم، فذكر أستاذ دار بكتاش النِّجميّ أنّه هلك لأستاذه ما قيمته أربعمائة ألف وخمسون ألف درهم، وخربت بيوت كثيرة، وكانت فِي تشرين، فأخذت مصاطب السّفَرْجَل من الغياط [2] .