وفيها ولي الوزارة بمصر نجم الدّين ابن الأصْفُونيّ، وأصْفُون من قُرى قوص [1] .
وولي قضاء القاهرة شهاب الدّين ابن الخُويي [2] .
وفيها قدِم رسول الملك أَحْمَد، وهو بهاء الدّين أتابك الروم، وشمس الدّين ابن البتّي الآمِديّ، وقُطْب الدّين الشيرازيّ العلّامة وزاروا القدس والخليل فِي طريقهم. وكان سيرهم فِي اللّيل [3] .
وفي ليلة الإثنين حادي عشر رمضان احترقت اللّبّادين، والكُتبيّين، والخواتميّين، والزَّجّاجين، وبعض سوق الأساكفة، والمرجانيّين، وما فوق ذَلِكَ، وما تحته من الأسواق والقياسير والفوّارة، وكان حريقا عظيما مَهُولًا، ذهب فِيهِ من الأموال ما لا يُحصى، ولم يحترق فِيهِ أحد. وأصله أنّ دكّان أولاد الجابي كانت إلى جنب دكّان أَبِي، وعملوا مجمرة نارٍ عَلَى العادة، ووُضعت فِي البُوَيب، وخرج الخارج يزعجه، ودفع الكِساء الّذي يكون عَلَى الباب، فرمى المجمرة، وأغلق الدّكّان، وذهب للإفطار، فعملت النّار والنّاس فِي إفطارهم، واشتدّ الدُّخان، وخرجت من الدّار قبل عشاء الآخرة، فعلقت