وأمّا السّلطان فبعث سُنْقُرَ الأشقر إِلَى قيصريّة بأمان أهلها وإخراج السُّوقيّة، ثُمَّ رحل السّلطان، عَزّ نصرُه، إِلَى قيصريّة، فمرّ بقلاع، ونزل وُلاتُها إِلَى خدمته، ودخلوا فِي طاعته. وقدِم قيصريّة، وطلع الأعيان والأمراء والكبار والفضلاء على طبقاتهم وتلقّوه، وخرج به المسلمون، وكان يوما مشهودا. وركب يوم الجمعة للصّلاة، فدخل إِلَى مدينة قيصريّة، ونزل بدار السّلطنة [1] ، وجلس على سرير المملكة، وجلس بين يديه القضاة والعلماء على قاعدة مملكة الرّوم، ومدّوا سِماطًا عظيما، وخطبوا له، وضُرِبت السكّة باسمه [2] .
ثُمَّ بلغ السّلطان أنّ البَرَوَاناه كتب إِلَى أبغا يحرّضه على إدراك السّلطان الملك الظّاهر بالرّوم. وبلغه أيضا الغلاء الَّذِي بالبلد، فرحل عَنْهُ إِلَى الشّام [3] .
وممّن أسر المسلمون فِي وقعة البلستين من الكبار: مهذّب الدّين ابن البرواناه، وابن أُخته، والأمير نور الدّين جبريل [4] ، والأمير قُطْب الدّين محمود، والأمير سِراج الدّين إِسْمَاعِيل بْن جاجا، والأمير سيف الدّين سُنْقُر