وقد افتتح أَحْمَد بْن طولون هَذِهِ البلاد وأخذها من سِيما الطّويل [1] .
وَفِي أيّام كافور الإخْشيديّ حصل التّهاون فِي أمر الثّغور، فقصدها الملك تكفور، ويقال: نِقْفُور الرّوميّ، لعنه الله، فَعَصَتْ عليه، فحرّق قُراها، وقطّع أشجارها [2] ، فبعث كافور نجدة لها [3] .
والشّرح فِي ذلك يطول، وليس هَذَا موضعه.
وللمولى محيي الدّين بْن عَبْد الظّاهر فِي هَذِهِ النَّوبة:
يا ملكَ [4] الأرض الَّذِي جيشُهُ ... يملأ من سِيسَ إِلَى قُوصِ [5]
مَصيصة التكْفُور قَالَتْ لنا ... باللَّه إفراري وتخصيصي
كم بدن فصّله سيفك ... للفرا والأكثر مصّيصيّ [6]
وَفِي شعبان وقع رمل عظيم بالموصل، وظهر من القِبْلة، وانتشر يمينا وشمالا حَتَّى ملأ الُأفُق، وعُمِّيت الطُّرُق، فخرج الخلْق إِلَى ظاهر البلد، وابتهلوا إِلَى الله تعالى، واستغاثوا إلى أن كشف ذلك عنهم [7] .