كانت مَتَاجره لا يَتَعرَّض لها مُتَعرِّض، وكتبه عند سائر الملوك، حتّى ملوك الفرنج، نافذة. وكلّ مَن يُنسَب إليه مَرْعِيّ الجانب [1] .

ولمّا مات ولده التّاج محمد في صفر سنة ستٍّ وخمسين مشى الملك النّاصر في جنازته ثمّ ركب إلى الجبل، وكانت جنازة مشهودة، وتأسّف أبوه وامتنع من سَكنى داره بالزّلّاقة، فأمر السّلطان بأن تُخْلى له دار السّعادة وفُرِشت ليسكنها.

ثمّ خرج إليه السّلطان، وحلف عليه فنزل البلد.

ومن إكرامه أنّ ولده نصير الدّين عبد الله حجّ مع والدته عام حجّ الملك الظّاهر، فحضر عنده يوم عَرَفَة مسلّما، فحيث وطِئ البساط قام له السّلطان وبالغ في إكرامه، وسأله عن حوائجه فقال: حاجة المملوك أن يكون مَعَنا أميرٌ يعيّنه السّلطان. فقال: مَن اخترت من الأمراء أرسلته في خدمتك. فطلب منه جمال الدّين ابن نهار. فقال له السّلطان: هذا المولى نصير الدين قد اختارك على جميع مَن معي فتروح معهم إلى الشّام وتخدمه مثل ما تخدمني. وهذا عظيم من مثل الملك الظّاهر.

وكان وجيه الدّين كثير المكاتبة للأمراء والوزراء، وفيه مكارم، وعنده بِرٌّ وصَدَقَة ودماثة أخلاق ورِقّة حاشية.

تُوُفّي بدمشق في ذي القعدة ودُفِن بتُربته بقاسيون، وكان من أبناء السّبعين.

قلت: وُلِد سنة تسعٍ وستّمائة [2] . وسمع من المؤتَمَن بن قُمَيْرة، ولم يروِ، بل روى عنه الدّمياطيّ من شعره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015