كنيسة اليهود، ومعه أمراء وأعيان والوالي، وأخرجوا اليهود منها يوم سَبْتهم وآذوهم، وقرأ القرآن بها غيرُ واحدٍ، ثمّ غنّى المغنّون، ورقص النّاس بحضرة الشّيخ خضر، وكان يوما عجيبا. ونُهِب كلُّ ما فيها، وعمل الشّيخ ثاني يوم بسيسة عظيمة بالسّمن والعسل، وازدحم الخلْق حتّى دِيسَت بالرِّجْلَين، وفضلت ورُمِيت في نهر قلوط. واتّخذ الشّيخ خضر الكنيسة زاوية له. وكان صاحب كشْفٍ وأحوالٍ شيطانيّة. وجرى ما لا ينبغي وسيأتي ذِكر خضِر في سنة ستٍّ وسبعين [1] .
وجاء السّلطان بالجيش في نصف شوّال بعد الزّيادة بيومين إلى دمشق، ولَطَفَ اللهُ بهم إذ تأخّروا عن الزّيادة، وإلّا كانت غرّقتْ نصفَ الجيش وأكثر، فعزل السّلطان ابن خَلِّكان من القضاء بابن الصّائغ [2] .
ثمّ سار بعد عشرة أيّام، فنزل على القُرَين، ونصب عليها المجانيق.
وصدق أهلها في القتال، ودام الحصار جمعتين، ثمّ أُخِذت بالأمان وهُدِمت.
وكانت من أمنع الحصون [3] .