من وراء العادليّة عند دار ابن يغمور. وتحدَّثت العَوَامّ أنّ الّذين هلكوا بالزّيادة والرّدْم فوق الألفين ووُجِد في بساتين مرتفعة سمكٌ في النّقع إذا رأى الشّخصُ ارتفاعَ تلك الأماكن زاد تعجُّبُه.

وحدَّثني رجلٌ أنّ أهل الوادي الشّرقي وجدوا جملا ميتا فوق أصل سَفَرْجَل، وضجّ الخلْق بالبكاء والاستغاثة باللَّه. وكان يوما مشهودا وأشرفَ النّاس على التَّلف. ثمّ لَطَفَ اللهُ ورحم النّاس، وتَنَاقَصَ الماء، ولو ثبت ساعة أخرى أو ارتفع ذراعا آخر لغرِقت نصف دمشق [1] .

ولبعضهم:

لقد أظهر الجبّار بعضَ اقتدارِه ... فأرسل بحرا طاميا من بحارِه

وأرعدها حتّى توافق مياهُها ... مُطَنَّبةً محفوفة بازدجَارِه

وأهلك فيه خَلْقَه وعبيدَه ... فأضحوا وهم غَرَقَى بأقصى قرارِه

فكَمْ مِن شبابٍ مع نساءٍ وصِبْيَةٍ ... وكم من دوابّ قد صليْن بنارِه

فسُبْحان من أبدَى عجائبَ صُنْعِه ... وأزعج كلَّ الخلّقِ عند ابتدارِه

وعاد بلُطْفٍ منه عفْوًا ومِنَّةً ... فنسأله الزُّلْفَى غدا في جوارِه [2]

[إخراج اليهود من كنيسة لهم بدمشق]

وفي شوّال قبل يوم الزِّيادة الموصوفة جاء الشّيخ خضر شيخ السّلطان إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015