الملك الظّاهر على التّوجّه إلى العراق ليغتنم الفرصة، فلم يتمكّن لتفرُّق العساكر في الإقطاعات [1] .
وفي شوّال سَلْطَن السّلطان ولَدَه الملَك السّعيد [2] وركّبه بأُبَّهة المُلْك في قلعة الجبل، وحمل الغاشية بنفسه بين يدي ولده من باب السّر إلى السّلسلة، ثمّ عاد. وكان صبيّا ابن أربع أو خمس سنين. ثمّ ركب الملك السّعيد، وسيّر، ودخل من باب النّصر، وخرج من باب زَوِيلة، وسائر الأمراء مُشاة، والأمير عزّ الدّين الحِليّ راكبٌ إلى جانبه، والوزير بهاء الدّين، وقاضي القُضاة تاج الدّين راكبان أمامه، والبيْسريّ حامل الْجَتْر على رأسه، وعليهم الخِلَع.
ثمّ بعد عشرين يوما خُتِن الملك السّعيد، وخُتِن معه جماعة من أولاد الأمراء [3] .