ولَقبَه الحاكم بأمر الله، وخطب له، ونقش اسمه على الدّراهم، فلمّا قدِم السُّلطان الشّام تزلزل أمرُه، وطلب العراق، ثمّ اجتمع بالإمام المستنصر باللَّه، ودخل فِي طاعة المستنصر [1] .
وفي آخرها وقع المصافّ بين المستنصر وبين التّتار بالعراق، فعُدِم المستنصر، وقُتِل عددٌ من الصحابة وهرب الحاكم فِي جماعةٍ وسلِم. وممّن عُدِم فيها كمال الدّين ابن السنْجاري، ويحيى بن العُمَري، وعبد الملك بن عساكر. وقد ذكرنا الوقعة فِي ترجمة المستنصر [2] .
واستعمل السُّلطان على حلب الأمير عَلَم الدّين سَنْجَر الحلبيّ، وبعث معه عساكر لمحاربة برلو، وكان قد غلب على حلب. فلمّا قرُب الحلبيّ قصد البرلي الرّقّة، ودخل الحلبي حلب، وجهّز عسكرا وراء البرلي، فأدركوه بالبرّية فقال: أَنَا مملوك السُّلطان. وخدعهم. ثمّ وصل إلى حَران، ثمّ أتى البيرة فتسلّمها، وقوي أمره، وقصد حلب، فقفز إليه جماعة من عسكر حلب، فخاف الحلبيّ وهرب، فدخل البرلي حلب. فلمّا بلغ السُّلطان خرج من مصر بالجيش، ثمّ جهّز علاء الدّين أيدكين البُنْدُقْدار نائبا على حلب ومُحاربًا للبرلي، فسَار من دمشق فِي نصف ذي القعدة، فخرج البرلي عن حلب، وقصد قلعة القرادي وحاصرها، وأخذها من التّتار ونهبها [3] .
وفيها كاتَبَ الملك المغيث صاحب الكَرَك الملك الظّاهر يستعطفه فرضي عنه [4] .