الشّام يعِد النّاصر بالنّجدة [1] .

[خوف الناصر من التتار وجُبْنه]

وبرز الملك النّاصر والعساكر فنزلوا على بَرْزَة شماليّ دمشق، واجتمع له عسكر كبير وتركمان وأتراك وعجم ومطوعة. ثمّ رَأَى تخاذُل عسكره وأنّه لا طاقة له بالتّتار لكثرتهم فخاف وجبُن. وكان قد صادر النّاس وجبى الأموال وما نفع [2] .

[نكبة الحلبيّين أمام التتار]

وفيها عبر هولاكو بجيشٍ عظيم الفُرات بعد أن استولى على حرّان، والرّها، والجزيرة، وأوّل من عدّى أشموط [3] بن هولاكو فِي ذي الحجّة.

فجاء الخبر من البيرة إلى حلب والنائب بها الملك المعظّم توران شاه، فجفل النّاس منها، وعظُمَ الخَطْب، وعمّ البلاء [4] .

وكانت حلب فِي غاية الحصانة وحُسْن الأسوار المنيعة وقلعتها كذلك وأبلغ. فلمّا كان فِي العَشْر الأخير من ذي الحجّة قصدت التتار حلبَ ونزلوا على حيلان [5] وتلك النّواحي، ثمّ بعثوا طائفة من عسكرهم فأشرفوا على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015