عرب من بني مهديّ [1] ، فوصلْونا [2] إلى الكَرَك، فأكْرمنا المغيث ثمّ قصدنا يهوديّا لنصرف الدّنانير وحكينا له، فصاح وغُشِي عليه، ثمّ قال: هذا ضُرِب فِي زمان مُوسَى عليه السلام، وهذه المدينة بُنيت لمّا كان مُوسَى فِي التّيه بالزّجاج الأخضر عِوَض الحجارة، وقد حصل لها طوفان رمليّ، فتارة ينقُص الرمل فتظهر جدرانها، وتارة يغطّيها الرمل.
فبعناه الدّنانير بمائة دِرهم [3] ، وأضافَنَا وأعلَمَ يهودَ الكَرَك بنا، فكانوا يأتوننا ويسألوننا ويقولون: هذه المدينة الخضراء التي بناها مُوسَى عليه السّلام [4] .
قال الْجَزَري [5] : ثم حَجَجْتُ أَنَا فاكتريتُ من مَعَان مع شخص من بنى مهديّ إلى القدس فسألته، فقال: نَحْنُ بهذا التّيه [6] ، وأنا ما رَأَيْت شيئا، ولكنْ أخبرنى أَبِي أنّه تصيَّد فِي التّيه فوقع بمدينة خضراء ورأى حيطانها زجاجا أخضر [7] .
قال: فلمّا رجعتُ أعلمتُ قومي، فأخذوا جمالا وأوسقوها زادا وماء، ثم قصدنا تلك الأرض فلم نرها وغُيبَت عنّا. وبعد كلّ مدّة يراها واحدْ مصادفة. ويقصدها عرب تلك النّاحية باليهود ليزوروها، فقَل من يراها.
وفيها حارب صاحب المَوْصِل العدويّة، وقتل خلقا، وأسر عدّة، وصلب منهم مائة نفُس، وذبح مائة، وقُتِل كبيرهم وعُلق. وبعث من نبش الشّيخ عديّا