لتعيدَ [1] وجهَ الملكِ طلْقًا ضاحكا ... وتردَّ [2] شملَ البيتِ غير مُبَدَّدِ
كيلا ترى الأَيامُ فينا [3] فرصة ... للخارجين وَضحكة للحُسَّدِ [4]
ثُمَّ إنّ السّلطان طلب الأمير حسام الدّين ابن أَبِي عَلِيّ وولّاه نيابةَ الدّيار المصريّة، واستناب عَلَى دمشق الصّاحبَ جمالَ الدّين يحيى بْن مطروح [5] . ثمّ قدم الشّام، وجاء إلى خدمته صاحبُ حماة الملكُ المنصور، وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وصاحب حمص وهو صغير، فأكرمهما وقرّبهما، ووصل إلى بَعْلَبَكّ، ثُمَّ ردّ إلى دمشق [6] .
ثُمَّ قدِم عَلَى نائب مصر حسام الدّين والدُه بدرُ الدّين محمدُ بْنُ أَبِي عَلِيّ، وقَرَابتُهُ علاءُ الدّين، وكانا فِي حبْس صاحب حمص، فلمّا مات أطلقهما ابنه، فَتُوُفّي بدرُ الدّين بعد قدومه بيسير [7] .
ثُمَّ رجع السّلطان ومرض فِي الطّريق.
حكى لي [8] الأميرُ حسامُ الدّين قَالَ: لمّا ودّعني السّلطان قَالَ: إنّي مسافرٌ، وأخاف أن يعرض لي موتٌ وأخي العادل بقلعة مصر فيأخذ البلاد، وما يجري عليكم منه خيرٌ، فإنْ مرضتُ ولو أَنَّهُ حُمى يومٍ فأَعْدِمْه، فإنّه لا خير فيه، وولدي توران شاه لا يصلحُ للمُلْك، فإنْ بَلَغَكَ موتي فلا تسلِّم البلادَ لأحدٍ من أهلي، بل سلّمْها للخليفة [9] .