وفيها كُتِبت فُتْيا ببغداد: هَل الإِيمَان يزيد وينقُص؟ فامتنع الفقهاء من الجواب خوفا من الفتنة، وكتب فيها الكمال عليّ بْن وضّاح والمحدّث عَبْد العزيز القحيطيّ [1] وبالغا فِي ذمّ مَن يَقْولُ لا يزيد ولا ينقص. فأخذ الفُتيا بعضُ الحنفيّة وعرضها عَلَى الدّيوان العزيز وقال: قد تعرّض لسبّ أَبِي حنيفة. فأُمِر بإخراج ابن وضّاح [2] من المستنصريّة وبنفْي القحيطيّ [3] .
وفيها وصل إلى بغداد أَبُو منصور الأصبهانيّ، رَجُل كهل، صغير الخِلْقة، حذا طوله ثلاثة أشبار وثلاثة أصابع، ولحيته طولها أكثر من شبر، فحُمِل إلى دار الخلافة، فأُنعِم عَلَيْهِ ودار عَلَى الأكابر [4] .
وفيها قتلت [التتر] [5] بخانقين خلقا عظيما من النّزال ونهبوا أغنامهم وأبقارهم، ثُمَّ نهبوا ناحية البَتّ [6] والرّاذان [7] وأخربوا تِلْكَ النّواحي، فخرج من بغداد عسكر لذلك. وأُمر النّاس فِي جُمادى الآخرة بالمبيت فِي أسواق بغداد وفي دروبها وبالوقيد [8] .