قَالَ سعد الدّين بْن حَمُّوَيْهِ: فِي المحرَّم أخذ السّلطان من السّعيد بْن العزيز قلعة الصُّبَيْبة، وأُعطيَ خبز مائةٍ وخمسين بمصر ومائة ألف درهم، وقيسارية جركس، وخمسمائة تفصيلة [1] .
وفيه نفى السلطان مملوكه البُنْدُقْدار وأضاف أجناده إلى الحلقة لكونه صعِد قلعة عجلون بلا أمر.
قلت: وفي هذه المرّة أخذ السّلطان من مماليك البُنْدُقدار بيبرس وصار من أعيان مماليكه، وآل أمره إلى سلطنة البلاد.
قَالَ: وزار السّلطان القدس وأمر أن يُذْرَع سُورُه، فجاء ستّة آلاف ذراع، فأمر أن يُصرف دَخْلُ القدس فِي عمارة سُوره، وتصدَّق بألفي دينار فِي الحَرَم، وزار الخليل عَلَيْهِ السّلام [2] .
وكان الأمير فخر الدّين نازلا [3] عَلَى طبريّة فنصب عليها المجانيق، فخرجوا فِي بعض اللّيالي فقتلوا الأمير سابق الدّين الْجَزَريّ، وقتلوا سبعة معه، وركِبنا فِي المراكب فِي البُحَيرة لقطع المِيرة عَن طبريّة، فجاءت مراكبهم وقاتلونا ساعة، ثمّ زحفنا على القلعة من كلّ مكان، وجرح جماعة.
قَالَ: ووقعت البدنة الّتي علّقناها من الباشورة، فزحفنا كلّنا، وهجم