وتُوفّي فِي وسط الأمر معين الدّين ابن شيخ الشيوخ فِي رمضان. وكان قد نزل بدار سامة [1] . ودخل الشّهاب رشيد فتسلَّم القلعة [2] . وولّى معين الدّين القضاء صدر الدّين ابن سَنِيّ الدّولة، والولاية جمال الدّين هارون [3] .
ووصل سيف الدين بْن قِلِيج من عَجْلُون منفصلا عَن النّاصر، وأوصى بعَجْلُون وبأمواله للصالح نجم الدّين، ونزل بدار فُلوس فمات [4] .
وقال شهاب الدّين أَبُو شامة [5] : فِي أوّلها اجتمع عَلَى دمشق عسكر عظيم من المصريّين والخَوارزميّة وغيرهم. وأحرق قصر حجّاج والشّاغور وجامع جرّاح ونُصِبت المجانيق ورُميَ بها من باب الجابية وباب الصّغير. ورمي المجانيق أيضا من داخل البلد. وترامى الفريقان، وأمر بتخريب عمارة العقبة [6] وأحرق حكْر [7] السُّمّاق وغير ذَلِكَ، واشتدّ الغلاء وعظُم البلاء حتّى أُبيع التّبن كلّ أوقية بقرطاس. ثمّ أحرقت العقيبة.
قَالَ أَبُو المظفّر بْن الجوزيّ [8] : فحُكي أنّ رجلا كَانَ لَهُ عشر بنات أبكار،