وأمّا الصّالح إِسْمَاعِيل، فلمّا استقرَّ بقلعَة دمشق خَطَبَ للعادلِ ابن الكامل صاحب مصر، ثمّ لنفسه [1] . وقَدِمَ عَلَيْهِ عز الدّين أيبك من صَرْخَد.
ثمّ قَوِيَ المرضُ بصاحب حِمصْ فسافر إليها [2] .
وفي ربيع الأوّل رفعَ الشهابُ القوُصيّ إلى الصّالح أنَّه يستخلص الأموالَ من أهل دمشق، فصَفَعَه الصّالحُ وحبسه، وحبس الوزير تاج الدّين ابن الوليّ الإربليّ، وزير الصّالح أيوب.
وفيها أخذ صاحبُ المَوْصِل بدر الدّين لؤلؤ سِنجْارَ من الملك الجواد بموافقةٍ من أهلها، لسوء سيرة الجوادِ فيهم، فإنّه صادَرَهُم. وخَرَجَ يتصيَّدُ ويحجُّ فِي البرية، فبعثوا إلى بدر الدّين، فجاء وفتحوا لَهُ، فمضى الجوادُ إلى عانة ولم يبقَ لَهُ سواها، ثمّ باعها للخليفة [3] .
وفيها درَّس الرفيع عَبْد العزيز الجيليّ بالشاميّة البرانيّة [4] .